
المهندس مدحت يوسف يكتب: تفاوت أسعار الغاز الطبيعى

طالعت مقالة بجريدة المصري اليوم عددها الصادر ١٠مارس ..عن الغاز الطبيعي كعنصر جذب للاستثمار الاجنبي المباشر.. حيث ذكر المقال ان سعر الغاز البريطاني ٣،٢ دولار مع قيام مصر بتصدير الغاز باسعار متدنية اقل من ٣ دولار ، في حين سعر التوريد للصناعات المحلية ٥،٥- ٦ دولار للمليون وحدة حرارية.. وبمعني ان الحكومة تدعم الصناعات الاجنبية وتعاقب الصناعة المحلية... وهنا وجب التنوية بان باب الاستيراد مفتوح علي مصراعية للصناعات المحلية ولم تلجأ شركة واحدة لاستيراد الغاز الامريكي او البريطاني الرخيص حتي يومنا هذا، وذلك لاسباب معروفة حيث ربط سعر التصدير من تلك الجهات يرتبط بمعادلة سعرية تعادل في الغالب ١٢-١٤% من سعر خام برنت وهذا يعني ٧،١٥ دولار عند مستوي سعر ٥٥ دولار لبرميل برنت القياسي.. ويعادل حاليا ٤،٤٢ دولار عند مستوي ٣٤ دولار بعد الانهيار السعري الحالي...اما الربط السعري بين الاسواق العالمية فيعتمد علي الموقع الجغرافي للبلد المستورد وتسهيلات البلاد لاستقبال الغاز الطبيعي علاوة علي قدرات البنية التحتية لكيفية تداولها داخليا وحتي يومنا هذا فما زالت شركات اوربية تقع علي البحر المتوسط تستورد غازا مسالا بما يتعدي ٧ دولار امريكي... ولذلك لا يستطيع احد الربط السعري تقديرا للبلاد المستوردة مع ملاحظة ان التعاقدات طويلة الاجل لا تخضع للمتغيرات اللحظية الا بعد اعادة التفاوض بين الجهات المتعاقدة حتي بعد الانهيار السعري الاخير وينطبق ذلك فقط علي الشحنات الفورية للغاز المسال فقط... ومثال لذلك سعر الغاز الطبيعي الروسي لدول اوربا ربطا بخطوط انابيب الغاز حيث لم تتغير مؤخرا نتيجة الاحداث الاخيرة. والمقصد من تلك الافادة هو توضيح ان الغاز المصري معظمه منتج من المياة العميقة البحرية وتكلفة انتاجه ونقله تقع في اعلي تكاليف الانتاج العالمية فكيف النظر الي تخفيض اسعار بيعه محليا للصناعات المحلية دون النظر الي سعر بيع المنتجات الصناعية المختلفة ثابتة السعر علي طول المطاف.